ترجيحات الشيخ ابن عثيمين في باب الصوم من خلال كتابه (فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام)

الملخص

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.

أما بعد... 

فإنه نظراً لما تتميز به اختيارات الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- من قوة الاستدلال، ولما للشيخ، وأقواله، وتقريراته، وترجيحاته من قبول وانتشار بين أهل العلم، واعتمادٍ على الدليل في كل مسألة مع العناية بصحة الأدلة وعدم التعصب، والتجرد للحق وإن خالف مذهبه الحنبلي، فقد استعنت بالله وتوكلت عليه في جمع وتدوين ودراسة بعض اختياراته وترجيحاته في باب الصوم التي ذكرها في كتابه: (فتح ذي الجلال والإكرام بشرح بلوغ المرام) وقد سبق أن نشرت بحثاً في بعض اختيارات الشيخ في باب الزكاة.

وقد عبَّر الشيخ في اختياراته بعبارات متعددة تدل على ترجيحه منها قوله: والصحيح، والراجح عندي، والصواب، والأفضل، والذي يظهر لي، والذي أميل إليه.

اعتمدت في بحثي هذا على المنهج الاستقرائي الاستدلالي والمقارن، وذلك بجمع بعض أقوال الشيخ المتعلقة بباب الصوم، ثم النظر في الأدلة التي اعتمد عليها ودراستها ومقارنتها بأقوال الأئمة، وترجيج أحد الأقوال، وكانت خطة البحث كالآتي: قسمت البحث إلى: مقدمة بينت فيها أهمية البحث، وأسباب الاختيار، وتمهيد، واشتمل التمهيد على: نبذة مختصرة عن: حياة الشيخ، ومشايخه، وصفاته، وحياته العلمية، والوظائف التي تقلدها، وأسلوبه، ومؤلفاته، ووفاته، وثلاثة مباحث: المبحث الأول: وجوب الصوم برؤية الشاهد الواحد، والمبحث الثاني: حكم الحجامة في الصوم، والمبحث الثالث: حكم صيام رمضان في السفر، وخاتمة بينت فيها نتائج البحث، ثم ذيلت البحث بالمصادر والمراجع التي اعتمدت عليها.