حكم الإعلام بإقامة الصلاة عبر مكبرات الصوت الخارجية

الملخص

الحمد لله حمدا يوافي ما تزايد من النعم، والشكر له على ما أولانا من الفضل والكرم، والصلاة والسلام على محمد سيد العرب والعجم، وعلى آله وأصحابه وأزواجه وذريته وأمته أفضل الأمم.
أما بعد:
فلا يخفى ما في الأذاننيْ للصلاة من تعظيم لله عز وجل وتكبيره وتهليله، ما جعله من أفضل العبادات إلى رب الأرض والسماوات، فهو "على قلة ألفاظه مشتمل على مسائل العقيدة؛ حيث بدأ بالأكبرية، وهي تتضمن وجود الله تعالى ووجوبه وكماله، ثم نى  بالتوحيد، ثم نلث برسالة رسوله، ثم ناداهم لما أراد من طاعته، ثم ضمن ذلك بالفلاح، وهو البقاء الدائم، فأشعر بأن ثم جزاء، ثم أعاد ما أعاد توكيدا".
لأجل ذلك عظم نواب المؤذنيْ عند الله تعالى، وجاءت الإشارة إلى فضل وظيفتهم، وأنها من أعظم الوظائف. وقد انتشرت في زماننا المعاصر بعض الفتاوى التي تمنع من إذاعة الإقامة للصلاة عبر مكبرات الصوت الخارجية  للمسجد.
وستمر العمل بهذه الفتوى والتمسك بها في أغلب مساجد بلادنا وكثير من بلاد الإسلام، من غير بحث أو تحر في صحة أدلة القائليْ بها، حتى ظن بعض المتسننيْ بدعية إذاعة الإقامة، وزجروا من قام بذلك، وحدث بسببها تهاجر وتخاصم!
ومن هنا جاءت الأهمية إلى بحث هذه المسألة التي وقع فيها النزاع بيْ الناس في الوقت الحاضر، وبيان حكمها شرعا، حيث لم أقف على بحث مستقل يتناولها بالتفصيل، وإنما يكتفى في الغالب بتقليد بعض العلماء في القول بالمنع أو الجواز. وباعتبارها مسألة حادنة، حيث لم تعهد مكبرات الصوت إلا في العصر الحديث، فهي من المسائل المستجدة التي في الغالب يحدث فيها الاختلاف، وتحتاج إلى بحث وتحرير.
وقد انتهجت في بحثي هذا المنهج الاستقرائي لجمع جزئيات المسألة، ا ولمنهج التحليلي للخروج بأصل أو تقرير حكم، والمنهج النقدي بعرض الأقوال والآراء ومناقشة مضمونها.